أهلا ومرحبا بكم في مجلة زهرة الياسمين

الخميس، 13 مارس 2014

تجربة خاصة جدا بقلم الكاتبة المبدعة / سوسنة المهجر .. يسرى الرفاعي






 تجربة خاصة جدا 
يا من تربع حبه في قفصي الصدري
كبرعم ندي بين مجموعة أزاهير قرنفلي
كنت في حياتي كرائحة قطرات المطر
حين أمتزاجها بأديم الأرض
ألم أهمس لك ذات مساء تجرد من هويته ونجومه وقمره
بأنك تجربة خاصة جدا لم أكن مستعدة لها يوما
ولم تكن موجودا في حاضربالي وماض خيالي
ولا حتى في قعرخواطري وأعماقي
نعم  حتى هؤلاء لم يكونوا مستعدين
للقراءةعنك ذات صباح شقي !!
ألم أهمس لك أنهم
كانوا يترقبون قلبي وفؤادي من بين جميع القلوب
مع رائحة قطرات المطرالممزوجة بثرى الوطن
بعيون أرقة ومشدوهة بعيون تبرق برقا خارقا
يتحسسون جدران فؤادي
باحثين عن ثقب عميق أو شق طويل عريض بعرض وطني
أنتظروا هذا الأنفجار طويلا
أنتظروا هذا البركان الثائر أياما وشهورا
أنتظروا هذه النيران المشتعلة بأجزائي منذ عصور
لكنهم لم يتوقعوا أن يكون بهذا العمق وهذه الهوة السحيقة
والآن بدأ من بدأ بجمع الجمرات استعدادا لرجمي
وربما دفني وبداخلي ما زالت هناك عروقا
تنبض بالحياة تناجي طيفك
لا تستغرب كل هذا ،فقط لأني كتبت عنك
وسطرتك ضمن حروف القصيد المبعثرة على جدران الوطن
ونقشتك على صفحات التاريخ المبجلة
وتوجتك مع الوطن تاجا على قلوب البشر
ونقشت اسمي وأسمك على عروق البلوط والسنديان
ومزجت أنفاسك مع أزهارالزيزفون
وبتلات الورد والياسمين
ولكن خيوط الفجر همست في أذن قلبي
أنه بدأت النساء بحياكة القصص وغزل الحكايات
وتسطيرالروايات العجيبة عنك وعني
آلا تعلم أنهم وحدهم من يختلقون الكذبة والحكايات ويصدقونها
يا للعجب يا للعجب والأستغراب
كل هذا الحقد والحسد والنفاق
استوطن قلوب البشر في رمشة عين في غفلة من الزمن
لأني أعترفت لنسمات الفجر الغجري بأنك لم تكن طقسا عاديا
كنت كغزل الرذاذ مع خيوط الشمس
كنت كنسمة هبت ولامست شفاهي
كنت كبسمة رسمتها أنامل الزمن خطوطا على صفائح فؤادي
أتذكر حين ركضنا سويا تتشابك أيدينا مع بعضها
باحثين عن جرة الذهب أسفل قوس قزح ؟؟
أتذكر حين جدتي قالت :
بأن الجرة أسفل قوس الألوان الممزوج بكل الأطياف
أنها ستحقق أماني وأحلام من يعثر عليها ؟؟
وتجعله  من السعداء في الدنيا والآخرة
ومن خلالها سيتوج ملكا على الأنس والجان
ولكن ما هي أمانينا ؟!
وما هي أحلامنا الوردية ؟!
وما هي تطلعاتنا المستقبلية ؟!
وهل تحققها جرة من ذهب حقا ؟!
وما نحن الآن ؟!
هل أنتهينا للأبد ؟أ
هل أنتهى كل شيء فعلا ؟أ
إنها الواحدة بعد منتصف الليل الآن
أعرف أنك لم تعد تعير الوقت أهتماما
فكل الساعات التي أهديتها لمعصمك
أعدتها لي أمعانا في تعذيبي وقهري
سؤالي موجه لك الآن ؟
هل نكره من أحببناهم بقدر حبنا السابق لهم ؟؟
هل أستطعت أن تكرهني لهذه الدرجة
هل استطعت ان تقفل أبواب قلبك
بهذه السرعة في وجه أشواق قلبي وشغافي
دعني إذا أضع بعض الحروف على النقاط
أني أعي ما أقول وليس هناك من خطأ مطبعي
سأضع الحروف على بعض النقاط لكي أملأ فراغ غيابك وعذابي
لأملأ ظلالك وأطيافك لقد ظهرت أمام أحداقي فارغة خاوية
أولا.. فانا إنسانة لي قلب ينبض وشرايين تملأها الدماء
وثانيا.. لم  يكن قلبي يعرف للكره والحقد قبلك طريقا
ثالثا ..أكرهك الآن بكل قواي
حبيبي يا مهجتي
لألأ لا تصدقني ..
أني أحبك بقدر الحب الذي يملآ الكون
حبيبي ليتك تعلم أن أنفاسي لفظتك خارج صدري!!
لآلآ لا تصدق ما أبوح به حبيبي فأنت ضياء روحي
أنفاسي أبتلعتك وشهقتك لداخل جوفي
أرجوك رد لي قلبي نقيا عاشقا
وأعد لي أنفاسي وجوارحي كما كانت سابقا
نقية طاهرة شفافة كالزجاج صفائحها فيروزية
وجدرانها ألماسية ودقاتها حبات لؤلؤية
حبيبي أجبني عن سؤالي ولا تتردد
هل ذرف الدموع وتمزيق الشرايين هو غايتنا ؟
نهايتنا ؟! وهل الحقد والكره
مهلا .. مهلا ..لا تتسرع حبيبي ..
ما جدوى النهايات إذا لم نكتب لأنفسنا وأرواحنا البدايات ؟!
أنت تعلم وتعرف جيدا أن قصتي معك كانت جدا نقيه صافيه
أفلا تخبرهم بذلك ؟!
لماذا أرتديت وتلفحت الصمت المقيت معطفا ؟!
هم يحاولون الآن رجمي وربما علقوا مشنقتي
وربما حرقي ونثر رمادي مع ذرات الهواء المتطايرة
إنهم يستخدمون أحجارا كريمة نقية ملفوفة بأسياخ من ذهب
لقد تفوه أحدهم خارجا عن صمته
قال أحدهم إحساسك صادق وأحساسها نقي
بلا شك  كلاكما يستحق الأخر
ولكن هناك شيء واقف في الزور والحلق كغصة
وهناك من تساء ل من الحساد ..!!
من منكم لا يستحق الأخر؟!
لكن أقول بصدق قلبي نحوك
هذا سخف وهراء
من منا لا يستحق الآخر ؟!
من منا لا يستحق هذه المشاعر والأحاسيس؟!
من منا خاف البلل حين أرتفعت بنا الأمواج عاليه هادرة ؟!
هم يحاولون تعليق مشنقتي مع خيوط فجرك
ألآني أنثى وزهرة طاهرة نقية
لا يعرف قلبها الغش ولا التدليس؟!
هم يحاولون رجمي الآن ألأنني أنثى لا يكررها القدر
توجتها على عرش قلبك أميرة
ومزجتها مع ضفائر فجرك قرنفلة عطرة
هل أجرمت حين أودعتك قلبي بين أحضان قلبك وعيونك لترعاه
يحاولون تجريدي من سري الجميل المعلن
حبك .. وهيام قلبي واعماقي بك
يحاولون إبطال مفعول لذة هذا السر الدفين
يحاولون قتل قلبي ودفنه بين تراب الوطن وثرى روحك
لكن الوطن أحتج وقال
ارجعوها لقلب حبيبها وأزرعوها وردة نضرة
لتصبح ياسمينة عاشقة كعشقها للوطن
أرجعوها لصدر حبيبها
واسمحوا لأنفاسها تخالط أنفاسه
ألا تقبلني بعد أن حكم الوطن في قصتنا!!
آلا تفي بوعودك وعهودك لي؟!
ألا تسقي قلبي من حنان قلبك ؟!
ألا تنقذني من براثن خبثهم !؟ ..ألا تقيني شرهم
ألا تحميي روحي وتدافع عن أنفاسي من شراستهم؟
ألا تنقذني منهم ومن نفسي ومنك ؟!
ألا ترحمني وترحم ضعفي بين يديك ؟!
ألا تأتي كالفارس في الحكايات ممتطيا صهوة حصانك الأبيض
أومحلقا فوق بساط أحمر منثور بالأزاهير
أو حتى عبر الأقمارالأصطناعية ؟!
يآآه ..إنها الواحدة بعد منتصف الليل
أنتهى سحر الجدة عند آنتصاف الليل
ولم أترك فردة حذائي الليلة كما فعلتها سندريلا ذات مساء
لأني أعرف أنك لن تتبعني وتركض لاهثا خلفي
فأنا أعلم نفسي أنني لست ساندريلا
ولكني عدت كيما أكتب لك هذه الكلمات والحروف
رغم أنني أعلم أنك لن تقرأها ولن تنظر فيها بتروي
لفك طلاصمها..
أعلم جيدا أنك لن تعيرها أدنى أهتمام
وانك ستمر عليها مرور الكرام
وكأنها لا تعنيك في شيء
أردت أن أكتبها لك فقط
كهمسة صغيرة في أذنك
أني أحببتك وعشقتك ملء كياني
وهذه ما هي إلا خربشات  وهلوسات آخر ليلي الباكي
سطرها ونقشها نبض قلبي قبل قلمي
على صفائح وحنايا الزمن
ربما نهض قلبك واستيقظ ضميرك من غفوته
وأعترفت فيما بعد لأعماق قلبي وقلبك
بحب تربع وسط مهجتك
وتشابكت خيوطه مع شرايين فؤادك
ستبقى في حياتي كرائحة قطرات المطر

يسرى
سوسنة بنت المهجر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق