الثلاثاء، 16 نوفمبر 2021

سأعود قبل أن يدفنوا رفاتي /الشاعرة والفنانة التشكيلية د.يسرى الرفاعي سوسنة بنت المهجر

 في تاريخ 17 كانون أول، 2021

 
سأعود قبل أن يدفنوا رفاتي
سأعود إليك يا وطني
قبل أن يدفنوا رفاتي
على أرصفة الغربة المرة
وصيتي أن يدثروني براية نصرك
وينشدوا على روحي نشيدك
بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان
ولا يهمك من أحزاني وأتراحي
فقلبي قادر على عصرها
كما يعصر زيتونك
ومنحك الشهد منها
لتحيى روحك وأنفاسك
وأعيش أنا زيتونه شامخة
في جبالك وسهولك
أتنشق عبيرك
وأصخ بسمعي لآذان أقصاك
وتراتيل كنائسك
وأشاهد البسمة على وجه أطفالك..
فقط أملهني أن تعود لي ذاكرتي
التي تبعثرت على أرصفة دولاراتهم
وألملم أنفاسي المغتربة المتناثرة
على أرصفة القهر والآهات ..
سأعود إليك يا وطني
قابضة في كفي
جراح دهرمضى بين مضاربهم
وحزم ورد أزهرت منها أحزاني
على أرصفة أغترابي
تتقافز من أريجها ملامح طيفك
وجل تفاصيلك ..

سأعود إليك وكلي أمل
لأشعل بنور قلبي قناديل مسائك
وأشق دروبك بعناد قلبي
وإصراره على عشقك
لأزهر في روابيك ياسمين وجلنار
وأنثر الآريج على جميع الجوار
وليتك تعلم كم القلب تعذب في هواك

سأعود يا وطني
لاصغي لالحانك وأناشيدك
على ضفاف غديرك وبيارات برتقالك
وأصغي لتغريدة الطيورعلى شموخ زيتونك
بين طيات فجرك وضحاك
كشموخ العجوزالذي أرتوى من أغاديرك
وغفى تحت ظلال زيتونك
واستيقظ يغني وينشد لعيونك
يا وطن نحن رجالك
نعشق زيتونك وأقصاك
وأنا ابنتك أعشق كل فصولك

الشاعرة والفنانة التشكيلية
د.يسرى الرفاعي
سوسنة بنت المهجر


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق