الأربعاء، 16 سبتمبر 2020

آه يا سودان ..الشاعرة د. يسرى الرفاعي سوسنة بنت المهجر

 في تاريخ 17 أيلول، 2020


آه يا سودان ..
آه يا سودان يا خرطوم
يا أختنا في الأسلام
بأي العيون نبكيك يا سودان
وبأي الأحبار نسطرك
لقد جار الزمان عليك
كما جارعلى أختك فلسطين
وسائرالأوطان
شابت أعماقي مما يحصل ويدور
من نفاق ومكائد على الأوطان
إصبري وصابري فأنت أجمل المدن
كوني سيفا وخنجرا في صدرالعدوان
فالصبر مفتاح الفرج ولو بعد حين
ما عرفنا فيك سوى النخوة والشهامة
وحبك لأقصانا مسرى الأنبياء
محراب الصالحين..
الخير والكرم فيك ليوم الدين
رغم الفقر والمعاناة كنتم صامدون
هجروا أطفالك وباتوا في العراء
كل يوم نقول انتهت مأساة
نجمة الكون فلسطين لنفرح
ونزفها وأقصانا عرسان
وإذ بنا نؤجل تصميم الفستان
ونكمم الزغرودة في الأفواه
والدماء والجراح تنزف أحزان
فكل يوم مأساة أشد من قبلها
في سائر الأوطان
بالأمس بيروت واليوم السودان
أشعلوا في فساتين أطفالها النيران
واليوم أغرقوا بجهلهم أطفال السودان
فلا تحزني يا سودان فأنت منا
ونحن منك وليس من شيم الكرماء
التخلي عن الأخوان..
مهما باعدوا بيننا في المسافات
وتعالت هتافات النعيق والتطبيع
وتطايرات زفرات الأستسلام
ستبقين أختا لنا في الأسلام
فغدا تزاح الغمة وتفرحين
ولا يهمك من ظلام وغربة وتهجير
وما يحصل من حكومات ظالمة
فالشعوب مع بعضها متكاتفة
في الهموم والأفراح والأحزان..
لا يهمها نعيق المطبلين
والبياعين للأوطان ..
غرقت بيوتك وقراك وأطفالك
والعيون تشاهدك
ولا تمد لك يد العون
كما مدتها لترامب والنتن
أولاد القردة والخنازيربني صهيون
لو تعلمين يا سودان
لقد شابت السموات والأرض
من كثرة الأحزان
فلا تيأسي ولا تحبطي
فأنت أكبر من أي ألم أو أحزأن
ولو أخذوا منك عنوة أطفالك
وقتلوا أبوك وأمك ولم يبقوا لك
بيتا ولا بستان..
ستبقين في قلوبنا ذكريات حميدة
تمدنا بشعاع النوروالمعرفة
آه يا سودان يا خرطوم مما جرى
نعلم أن الطوفان
أغرق الكثير من الضحايا
وجرف قرى وتبعثرت أسوارك
في طرفة عين يا سودان
لا أدري يا سودان
هل بات الأنسان رخيصا لهذا الحد
ليعيش الذل و الهوان
وأشقائه يحصون عبر الشاشات
عدد الغارقين والمنكوبين
ونسوا إحصاء موت الضمير يا سودان
وأنك غدا سوف تقفين على أقدامك
وهم غارقون في نفاقهم حد الأذقان
أسفة أقولها لم يبقى لك الآن يا سودان
سوى الأمل بالله وحسن الظن
انه وحده من يخرجكم من هذا الطوفان..
سلام من أقصانا وأمنا فلسطين
لجميع أهلي وأحبابي في السودان
الشاعرة د. يسرى الرفاعي
سوسنة بنت المهجر


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق