السبت، 21 أبريل 2018

في ذكرى ميلاد نازك الملائكة .. الشاعرة التي اتخذت في طفولتها "تل الرمال" صديقاً لها ولشعرها




في ذكرى ميلاد نازك الملائكة .. الشاعرة التي اتخذت في طفولتها "تل الرمال" صديقاً لها ولشعرها



http://elwadynews.com/culture-news/2014/08/23/47825


لم يزل مجلسي على تلي الرملي يصغي الى اناشيد امي
لم ازل طفلةً سوى انني قد زدت جهلاً بكنه عمري ونفسي
ليتني لم ازل كما كنت قلباً ليس فيه الا السنا والنقاء
كل يوم ابني حياتي احلاماً وانس اذا اتاني المساء
ايه تل الرمال ماذا ترى ابقيت لي من مدرسة الاحلام
انظر الآن هل ترى في حياتي لمحة غير نشوة الاوهام؟
آه ياتلُّ ها أنا مثلما كنت فأرجع فردوسي المفقودا
أي كف اثيمة سلبت رملك هذا جماله المعبودا
كنت عرشي بالامس ياتلي الرملي والآن لم تعد غير تلّ
 كان شدو الطيور رجع اناشيدي وكان النعيم يتبع ظلي
هذا  جزء من وصف الشاعرة العراقية نازك الملائكة في ملحمتها" مأساة الحياة" لتل الرمال الذي كانت تجلس فوقه بمدرستها في طفولتها ، والذي كان بمثابة عرشاً تبني من خلاله قصور الخيال والأحلام، وكان المظهر الأول من مظاهرها شاعريتها  ،فوجدت نازك الشاعرة الصغيرة في الرمل صديقاً يغني عن صداقة الأطفال التي كانوا يضربوها.
نازك الملائكة رائدة الشعر الحر التي تحيي ذكري ميلادها اليوم ، فتقول في كتاب "قضايا الشعر المعاصر" بأنها أول من قال قصيدة الشعر الحر، وهي قصيدة "الكوليرا" في عام  1947 أما الثاني -في رأيها- فهو بدر شاكر السياب في ديوانه "أزهار ذابلة" .. ورغم أنها عاشت في بيئة هادئة فكان يجتاح الحزن شعرها لأنها كانت تستشعر انها ضمير الأمة ، فأي جرح في اقصي الدنيا جرحها وأية دمعة ليتيم جائع هي دمعتها.
ولدت الشاعرة نازك الملائكة في بغداد، العراق، في 23 أغسطس 1923،وقد نشأت في بيت علمٍ وأدب ،في رعاية والدتها الشاعرة سلمى عبد الرزاق أم نزار الملائكة  التي كانت تنشر الشعر في المجلات والصحف وأبيها الأديب الباحث صادق الملائكة الذي ترك ميراثاً أدبياً من أهمه موسوعة دائرة معارف الناس في عشرين مجلداً، فهُيئ لها أسباب الثقافة، وقد اختار والدها أسم نازك تيمناً بالثائرة السورية نازك العابد التي قادت الثوار السوريين في مواجهة جيس الاحتلال الفرنسي في العام الذي ولدت فيه نازك الملائكة.
وقد فرت الشاعرة من العراق في أواخر الخمسينات خوفاً من تفشي العنف الثوري  في تلك المرحلة. 
وما أن أكملتْ دراستها الثانوية حتى انتقلت إلى دار المعلمين العليا وتخرجت فيها عام 1944 بدرجة امتياز ،ودخلت معهد الفنون الجميلة وتخرجت من قسم الموسيقي عام 1949، ثم توجهت إلى الولايات المتحدة الأمريكية للاستزادة في دراسة اللغة الأنجليزية وآدابها عام 1950 بالإضافة إلى آداب اللغة العربية التي أُجيزت فيها ،وفي عام 1959 حصلت علي شهادة الماجيستير في الأدب المقارن من جامعة ويسكونسن ماديسون بأمريكا بعدها انتقلت للعمل كأستاذة في جامعة بغداد ثم جامعة البصرة ثم جامعة الكويت.
أجادت من اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية واللاتينية ، بالإضافة إلى اللغة العربية ، وتحمل شهادة الليسانس باللغة العربية من كلية التربية ببغداد ، والماجستير في الأدب المقارن من جامعة وسكونس أميركا .
نشرت ديوانها الأول " عاشقة الليل " في عام 1947، وكانت تسود قصائده مسحة من الحزن العميق فكيفما اتجهنا في ديوان عاشقة الليل لا نقع إلا على مأتم، ولا نسمع إلا أنيناً وبكاءً ، وأحياناً تفجعاً وعويلاً " وهذا القول لمارون عبود.
ثم نشرت ديوانها الثاني شظايا ورماد في عام 1949، وثارت حوله ضجة عارمة حسب قولها في قضايا الشعر المعاصر، وتنافست بعد ذلك مع بدر شاكر السياب حول أسبقية كتابة الشعر الحر، وادعى كل منهما انه اسبق من صاحبه، وانه أول من كتب الشعر الحر ونجد نازك تقول في كتابها قضايا الشعر المعاصر " كانت بداية حركة الشعر الحر سنة 1947، ومن العراق ، بل من بغداد نفسها ، زحفت هذه الحركة وامتدت حتى غمرت الوطن العربي كله وكادت ، بسبب تطرف الذين استجابوا لها، تجرف أساليب شعرنا العربي الأخرى جميعاً، وكانت أول قصيدة حرة الوزن تُنشر قصيدتي المعنونة " الكوليرا " وهي من الوزن المتدارك ( الخبب).
 ويبدو أنها كانت متحمسة في قرارها هذا ثم لم تلبث أن استدركت بعض ما وقعت فيه من أخطاء في مقدمة الطبعة الخامسة من كتابها المذكور فقالت :عام 1962 صدر كتابي هذا ، وفيه حكمتُ أن الشعر الحر قد طلع من العراق ومنه زحف إلى أقطار الوطن العربي، ولم أكن يوم أقررت هذا الحكم أدري أن هناك شعراً حراً قد نظم في العالم العربي قبل سنة 1947 سنة نظمي لقصيدة (الكوليرا) ثم فوجئت بعد ذلك بأن هناك قصائد حرة معدودة قد ظهرت في المجلات الأدبية والكتب منذ سنة 1932، وهو أمر عرفته من كتابات الباحثين والمعلقين لأنني لم أقرأ بعد تلك القصائد في مصادرها ".
من أعمالها الشعرية : "عاشقة الليل"عام 1947، "شطايا الرماد" عام 1949، "قرارة الموجة" عام 1957، "مأساة الحياة واغنية الإنسان" عام 1977 ،"الصلاة والثورة" عام 1978.
ولها من الكتب : "قضايا الشعر المعاصر" ،"التجزيئية في المجتمع العربي" ،"الصومعة والشرفة الحمراء" ،"سيكولوجية الشعر".
توفيت بالقاهرة في 20 يونيو 2007 عن عمر يناهز 83 عاماً بسبب إصابتها بهبوط حاد في الدورة الدموية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق