الخميس، 21 أبريل 2016

من أدب الشاعرة والكاتبة الآديبة نازك الملائكة




من أدب الشاعرة والكاتبة الآديبة نازك الملائكة 


http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=68198



على تل الرمال

رقم القصيدة : 68198نوع القصيدة : فصحىملف صوتي: لا يوجد

لم يزل مجلسي على تّلي الرمليّ يصغي إلى أناشيد أمسي
لم أزل طفلة سوى أنني قدزدت جهلا بكنه عمري ونفسي
ليتني لم أزل كما كنت قلباليس فيه إلا السّنا والنقاء
كلّ يوم أبني حياتي أحلاما وأنسى إذا أتاني المساء
أبدا أصرف النهار على التلوأبني من الرمال قصورا
ليت شعري أين القصور الجميلات وهل عدن ظلمة وقبورا؟
ايه تلّ الرمال ماذا ترى أبقيت لي من مدينة الأحلام؟
أنظر الآن هل ترى في حياتيلمحة غير نشوة الأوهام؟
ذهب الأمس لم أعد طفلة ترقب عش العصفور كلّ صباح
لم أعد أبصر الحياة كما كنت رحيقا يذوب في اقداحي
لم أعد في الشتاء أرنو الى الأمطار من مهدي الجميل الصغير
لم أعد أعشق الحمامة إن غّنت والهو على ضفاف الغدير
كم زهور جمعّتها لم تذر منها الليالي شيئا سوى الأشواك
كم تعاليل صغتها فنيت إلاخيالا يؤود قلبي الباكي
آه يا تلّ ها أنا مثلما كنت فأرجع فردوسي المفقودا
أي كفّ أثيمة سلبت رملك هذا جماله المعبودا
كنت عرشي بالأمس يا تلّي الرمليّ والآن لم تعد غير تلّ
كان شدو الطيور رجع أناشيدي وكان النعيم يتبع ظلّي
كان هذا الوجود مملكتي الكبرى فيا ليتني أعود إليها
ليت هذي الرمال تسترجع السحر وليت الربيع يحنو عليها
لم أعد أستطيع أن أحكم الزهر وأرعى النجوم في كل ليل
هل أنا الآن غير شاعرة حيرى وهل غير هيكلي المضمحلّ؟
ذهب الأمس والطفولة واعتضت بحسّي الرهيف عن لهو أمسي
كل ما في الوجود يؤلمني الآن وهذي الحياة تجرح نفسي
أين لون الزهار لم أعد الآن أرى في الزهار غير البوار
كلما شمت زهرة صوّر الوهم لعينيّ قاطف الأزهار
أين شدو الطيور ما عدت ألقىفي صفاه من يأس قلبي خلاصا
كل لحن لصادح يتلاشىفي ادّكاري الصّياد والأقفاصا
أين همس النسيم لم تعد الأنسام تغري قلبي بحب الجمال؟
فغدا يهمس النسيم بموتيفي عميق الهوى وفوق الجبال
أين مّني مفاتن القمر الساحر والصيف والظلام المثير؟
لم أعد أعشق الظلام غدا أرقد تحت الظلام بين القبور
ها أنا الآن تحت ظلّ من الصفصاف والتين مستطاب ظليل
أقطف الزهر ان رغبت وأجني الثمر الحلو في صباحي الجميل
وغدا ترسم الظلال على قبري خطوطا من الجمال الكئيب
وغدا من دمي غذاؤك يا صفصاف يا تين أيّ ثأر رهيب
ذاك دأب الحياة تسلب ما تعطيه بخلا لا كان ما تعطيه
تتقاضى الأحياء قيمة عيشضمهم من شقاه أعمق تيه
هي هذي الحياة ساقية السمّكؤوسا يطفو عليها الرحيق
أومأت للعطاش فاغترفوا منها ومن ذاقها فليس يفيق
هي هذي الحياة زارعة الأشواك لا الزهر, والدجى لا الضياء
هي نبع الآثام تستلهم الشرّ وتحيا في الأرض لا السماء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق